السبت، 28 ديسمبر 2013


الرحّالة المغاربة صعقتهم المرأة الأوروبية


انطلاقاً من ستّة كتب، ذهبت الباحثة إلى قراءة تمثلات الأوروبيات في الوعي المغربي، كما أبرزته النصوص السفارية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. ورغم إعجاب هؤلاء الرحالة بالنسوة الفاعلات في الفضاء العام، إلا أنّ نصوصهم كشفت عن ذهنية ذكورية صلبة تعكس دونية المرأة في عقولهم وإدراكهم
ريتا فرج
تنهض دراسة «المرأة في الرحلة السفارية المغربية خلال القرنين 18 و 19» (دار السويدي للنشر والتوزيع، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر ــ 2014) على مقاربة حضور المرأة الأوروبية في كتابات الرحالة المغاربة.
تسعى مليكة نجيب التي حاز كتابها «جائزة ابن بطوطة للدراسات» (2013 ـــ 2014) في مضمار الأدب الجغرافي، إلى قراءة تمثلات الأوروبيات، حضوراً وفاعلية، في الوعي المغربي، كما أبرزته النصوص السفارية إبان الفترة المدروسة.
لا تستند الكاتبة المغربية إلى مقاربة المتن الرحلي من زاوية تحليل مضمون، بل اختارت منهجاً علمياً مغايراً. عمدت إلى توظيف الأطر المفاهيمية الحديثة، مثل مفاهيم الصورة والتمثيل والإسقاط والإدراك والعين المحدقة، والهيمنة الذكورية، والمتخيل، لمناقشة التصورات التي طغت على رؤى الرحالة إزاء المرأة الأوروبية وحضورها في المجال العام.
اختارت الباحثة ست رحلات: «نتيجة الاجتهاد، في مهادنة الجهاد، رحلة الغزال وسفراته إلى الأندلس» تأليف أحمد بن المهدي الغزال؛ و«الإكسير في فكاك الأسير» و«البدر السافر لهداية المسافر إلى فكاك الأسارى من يد العدو الكافر» لمحمد بن المكناسي؛ و«صدفة اللقاء مع الجديد» لصاحبها أبو عبد الله محمد ابن عبد الله الصفار، الفقيه العالم بأمور الشرع؛ و«تحفة الملك العزيز بمملكة باريز» لإدريس بن الوزير سيدي ابن ادريس العمراوي؛ و«الرحلة الإبريزية إلى الديار الإنجليزية سنة 1806» لأبي الجمال محمد الطاهر بن عبد الرحمن الفاسي. استعانت أيضاً برحلات أخرى سابقة مثل رحلة أفوقاي «ناصر الدين على القوم الكافرين» و«الرحلة الأوروبية» لمحمد بن الحسن بن العربيّ بن محمد الحجوي الثعالبي الجعفري الفلالي الذي زار فرنسا مطلع القرن العشرين.
كشفَ تحليلها لمختلف المتون الرحلية عن بنية ذهنية/ ذكورية صلبة تعكس دونية المرأة في عقول الرحالة وإدراكهم. لقد اندهشوا من الأوروبيات المندمجات في التحديث والتغيير الذي شهدته أوروبا في الحقبة التي ارتحلوا بها إلى الغرب، أي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. فوجئوا بحجم الشراكة التي حظيت بها النساء، وعبروا عن انبهارهم بجمالهن وسفورهن ونبوغهن في مجالات التجارة والفنون والتفاوض. ورغم الدهشة، إلا أنّهم ارتأوا أنّ نساءهم ــ رهينات البيوت ــ والمنعزلات والمقموعات، أفضل حالاً من السافرات في الديار غير الإسلامية.
تحدد الكاتبة دواعي اختيار موضوع دراستها. أدرجتها في سياقين ذاتي وموضوعي. قرأت صور المرأة في إطار فهم تاريخي، يراعي شروط إنتاج النص، بهدف التعرف إلى الوحدات المعرفية التي فكر فيها منتجو الخطاب الرحلي، والأسئلة الى حكمت تفكيرهم.
تحاول صاحبة «لنبدأ الحكاية» الإجابة عن إشكاليتين: هل ما بثّه الرحالة هو حقائق كما يدعون، انطلاقاً من أنهم شاهدوها وعاينوها، أم أن ما نُقل عن النساء اللواتي شاهدوهن تحكمه بنية فكرية شكلت صور الرحالة؟ إنهم قدموا تمثلات عن مشاهداتهم، فكيف نوظف نحن هذا المفهوم لتفكيك الخطاب الرحلي حول المرأة؟
تعمد الباحثة إلى تطبيق منهج علمي على النصوص الرحلية المختارة. تقارعها بأدوات وعدّة منهجية، بغية فهم آليات تأسيسها وعوامله. من بين الأطر المفاهيمية المستخدمة «الصورلوجيا» أي علم الصورة، أو ما عرفته بعض الترجمات بـ«الصورية»، وهو منهج في علم الأدب المقارن، يهتم بالصور التي ينتجها أديب أو رحالة عن بلد زاره وكتب عنه، والمقصود الصور التي يصفها الكاتب من دون أن تكون مطابقة للواقع، بل تكون أحياناً نابعة من التمثلات السائدة.
تخلص صاحبة «وانفجرت ضاحكة» إلى أنّ الخطاب الرحلي لم يعكس صور المرأة الأوروبية كما هي عند الأغيار، بل تجاوز ذلك إلى إصدار أحكام قيمية مستمدة أساساً من الثقافة الدينية للرحالة وتكوينهم الفقهي.
ترفد الباحثة دراستها بمجموعة من المراجع الأجنبية المهمة، ما ساعدها في التقاط مفاصل الإشكاليات والفرضيات والمفاهيم الموظفة. وتستعين بالمفكر الفرنسي ريجيس دوبريه صاحب «حياة الصورة وموتها»، والفيلسوف الفرنسي هنري برغسون صاحب «المادة والذاكرة»، ومبتكر مصطلح «أركيولوجيا المعرفة» الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو، والسوسيولوجي الفرنسي بيار بورديو صاحب «الهيمنة الذكورية»، وعالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم صاحب «التمثلات الفردية والتمثلات الجمعية» وغيرهم.
تضعنا مليكة نجيب في السياق التاريخي للرحلات السفارية وشروط إنتاج المتن الرحلي السفاري. العوامل التاريخية التي رافقت هذه الرحلات التي قام بها الرحالة تقاطعت مع ظروف صعبة شهدها المغرب، ولا سيما على مستوى أزمة السلطة، والعلاقة الصدامية مع الغرب، وأسئلة التحديث التي طرحتها النخبة المثقفة.
رغم أن غاية الرحلات هي السعي إلى إطلاق سراح الأسرى في اسبانيا وفرنسا، إلا أنّ الرحالة المغاربة/ السفراء، سجلوا مشاهداتهم عن مختلف أوجه الحضارة، الإيجابية والسلبية التي أسّس لها الآخر الأوروبي، ونسبوا أسباب التفوق عنده غالباً إلى العجائبي والغرائبي. شكلت المرأة الأوروبية أبزر علامات الاستهجان لديهم، فحضرت في انطباعاتهم النمطية والإسقاطية، وأعربوا عن دهشتهم بظاهرة وجود النساء في الفضاء الخارجي، والاختلاط مع الرجال والعمل خارج المنزل، وممارسة الكوميديا والغناء والرقص. أجادوا في وصف النسوة الأوروبيات ووقفوا على تضاريس مفاتنهن وأجسادهن «وانتبهوا إلى ضمور خصورهن وامتلاء أرادفهن، وقيمة حليهن النفيسة وبذخهن ودلالهن، وذكروا إعجاب الرجل الأوروبي عند الإشادة بجمال زوجته أو أخته أو ابنته، كما وصفوا لباس النساء وتسريحات شعرهن وتناسق صدورهن».
هذا الوصف لأجساد الأوروبيات يحمل الكثير من التناقض لمعطيين: الأول سلبي تلقته الأنا الأبوية المستندة إلى المرجعية الإسلامية التي تحرّم السفور والاختلاط والتبرج؛ والثاني إيجابي في مضمونه، ينم عن انبهار الرحالة بحضور النسوة في المجال العام، واهتمامهن بأجسادهن، ما دفعهم إلى وضع وصف دقيق وتفصيلي، علماً أنّهم عابوا على الأوروبيين ذلك.
تصل الكاتبة في نهاية تحليل التمثلات التي تمظهرت في المتن الرحلي إلى ثلاث خلاصات: الأولى تشكّل بنية متحجرة تنتج خطابات تأتي في تجليات متنوعة تلتقي على تكريس دونية المرأة ومحاصرتها بين دهاليز التبعية والتهميش؛ والثانية أنّه لم يتصوّر الرحالة القيمة المضافة لدمج النساء وإشراكهن في مسلسل التحديث والتغيير؛ وأخيراً، غاب عنهم استحضار دعوة المغربيات إلى التعلم والعمل والمشاركة في صنع القرار والتحكم في الثروات.
جهدت مليكة نجيب في تقديم مادة علمية جديدة، تختلف عن دراسات الأدب الجغرافي التي اكتفت عموماً بالتفكيك. في المقابل، وقعت في الإفراط المفاهيمي على حساب مقاربة ونقد ومقارنة انطباعات الرحالة عن النساء الأوروبيات، كما تجلت في الخطاب الرحلي. كان بمقدورها أن توازن بين مكاشفة المفاهيم وتوظيفها المنهجي والقراءة التفكيكية للنصوص المنتخبة.

الجمعة، 27 ديسمبر 2013

  1. مليكة نجيب وكتاب حول المرأة في أدب الرحلة



مليكة نجيب وكتاب حول المرأة في أدب الرحلة
الباحثة المغربية تتناول في بحثها عن أدب الرحلة إشكالية المساواة بين المرأة والرجل، هذه القضية التي تأتي في سياق الإشكالية التاريخية.
العرب مفيد نجم [نُشر في 22/12/2013، العدد: 9417، ص(14)]
النص الرحلي يقوم على علامات ثلاث هي 'رأيت وسمعت وكتبت'
يستمد الكتاب الفائز بجائزة ابن بطوطه للدراسات حول أدب الرحلة هذا العام – المرأة في الرحلة السفارية المغربية- أهميته من خلال سمتين اثنتين، أولاهما منهج البحث الأكاديمي الحديث الذي استخدمته الباحثة المغربية مليكة نجيب في دراستها الهامة وناقشت من خلاله مجموعة من المفاهيم كمفهوم الصورة والتمثل والإدراك.
وثانيتهما المرحلة الزمنية الواسعة التي تمتد على مدى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والتي شهدت نشاطا رحليا وسفاريا كبيرا باتجاه أوروبا، وتجلى في كثرة المدونات الرحلية والسفارية التي دونها هؤلاء الرحالة والسفراء، حيث اختارت منها ست رحلات لتكون موضوعا للبحث عن صورة المرأة تمثلا وتمثيلا في تلك المدونات بغية الوصول إلى ما استحوذت عليه صورة المرأة من صفات وعلامات، وما عكسته من وعي نمطي ونظرة تقليدية أطّرت تلك الصورة، وجعلتها سمة تطغى على جميع المدونات الرحلية دون استثناء.
تكشف الباحثة قبل الخوض في متن البحث الدوافع التي قادتها لاختيار هذا الموضوع وتجملها في دوافع ذاتية تنبعث من اشتغالها على مقاربة النوع الاجتماعي بهدف مأسسة مبدأ المساواة بين الجنسين وتحديد تمثيلية النساء بمراكز المسؤولية في الإدارات العمومية.
أما العامل الموضوعي فيكمن في الرغبة في الاطلاع على محطات وأحداث تاريخية لمغرب القرن الثامن والتاسع عشر لا سيما ما يتعلق منه بالصراع بين الإسلام والمسيحية إلى جانب الرغبة في ملامسة الثراء الرحلي المغربي والمساهمة في عملية ضبط ومعرفة طبيعة الوجوه النسائية نظرا لحجم الفراغ الذي يلف الاهتمام بهذا الموضوع والمساهمة في خدمة التراث المغربي من خلال الاشتغال على جنس الرحلة.
ومن أجل تحقيق هذه الأهداف تستعين بمناهج تمكنها من الدقة والتحديد وتساعدها في القبض على المعاني الخفية وهذه المناهج تتوزع على النقد التاريخي والنقد البنيوي والتأويلي والمقارن الذي يهدف إلى القراءة والتحليل والتحري سعيا وراء فهم القضايا المطروحة في هذا البحث، والتي تخصُّ المرأة كموضوع مثل مظهرها وسفورها وسلوكها واختلاطها واقتسامها مع الرجل للمجالات العامة وعلاقتها بالرجل وتفوقها في بعض الفنون.
قراءة المفاهيم
قبل الخوض في قضايا البحث تتناول الباحثة الإشكالية التي تطرحها الدعوة إلى المساواة بين المرأة والرجل مبينة أن تناول هذه القضية التي تأتي في سياق الإشكالية التاريخية يرتبط بطبيعة الجهة التي تطرحها دينية كانت أم سياسية أو اجتماعية الأمر الذي يجعل تناولها مركبا ومعقدا ومتشابكا، وهو ما ينسحب على تيارات حركة التحرر النسائية ذات الأطروحات والمواقف المتباينة.
ويتوزع البحث على أربعة فصول وخاتمة استهلتها بفصل خاص يبحث في الأطر المفهومية وأولها الصورة وما يميزها وتحولاتها حيث يتخذ مفهوم الصورة بعدين اثنين يرتبط الأول بعملية الإدراك والثاني بالبعد الذي تتحول فيه الصورة إلى بنية سردية تحاول تجسيد الواقع المشاهد وهو ما ساعدها على إعادة قراءة نصوص الرحلة السفارية والخلوص إلى أن الرحّالة لم ينقلوا واقعا شاهدوه بل عملوا على إعادة تشكيله من خلال تمثّلات تحكمت في رؤيتهم إليه.
وتعالج الباحثة في هذا السياق المفهومي موضوعات تتعلق بطبيعة الصورة النصية وكيفية فهم علاقتها بالتمثّلات لتصل بعد ذلك إلى البحث في وظائف حواس العين والأذن والإدراك كمدخل للكشف عن الكيفية التي أنتج فيها الرحالة نصوصهم الرحلية.
وبعد أن تبين أن النص الرحلي يقوم على علامات ثلاث هي رأيت وسمعت وكتبت، تبحث في العلاقة القائمة بين الخطاب الرحلي والأيديولوجيا مبينة أن وظيفة الأيديولوجيا ليست معرفية لأنها وسيلة للتجهيل أكثر منها وسيلة للتعليم بسبب ما تقوم به من تنميط للفكر.
وإذا كان السارد الرئيسي في كتاب الرحلة هو الذي يحتل مواقع الخطاب ويقوم بترتيب طبقات الحكي وفقا لقدرتها وفعاليتها على توليد الصدق لدى المتلقي، فإن الرحالة المغاربة كما تراهم في ضوء ذلك قد سقطوا في سذاجتين اثنتين هما الشيئية والمثالية من خلال ما كانوا يقومون به من تسجيل سلبي لواقع خارجي، الأمر الذي يقودها إلى العمل على تفكيك الصور والبحث في التمثّلات الذهنية التي تدعوها إلى القول بأن الرحلة صورت ما تمت مشاهدته حيث عوّض النص غياب الواقع المشاهد في الماضي بكل خصوصياته. لكن غياب هذا المماثل وحضوره في صورة مغايرة كان له جوهر وطبيعة سيميولوجية، وفي ضوء ذلك فهي تستبدل مفهوم الأيديولوجيا بمفهوم التمثل لأن الأخير له موضوع في حين أن الأيديولوجيا تعالج قسما من الموضوع.
الأنا والآخر

في بحثها تناقش مليكة نجيب مسألة الوعي بالذات
في هذا البحث تناقش مليكة نجيب أولا مسألة الوعي بالذات والذي لا يتأتى إلا عبر الاحتكاك مع الآخر لأن الإنسان لا يكتشف نفسه وهويته إلا عندما يقف أمام شخص مختلف. أما الآخر فهو عندها حمَّال أوجه متعددة ومختلفة في سردياتنا إذ اتخذ صورا عبر مسارات ومحطات وأحداث تاريخية طويلة. وفي هذا الصدد تشير الباحثة إلى أن مقاربة ثنائية الأنا والآخر تستوجب الأخذ بعين الاعتبار الامتدادات الحضارية للثقافة العربية وما حققته من تواصل ومثاقفة بين ثقافات مختلفة مما أدى إلى تشكل منظومات الحضارة الإنسانية في تمثّلات الثقافة العربية حيث جعله ذلك يرى من خلال ذلك مجالات الآخرية وأكثر الآخرين تعددا وتنوعا لكن ثمة إشكالية بدت في العلاقة بين الأنا المنبهر أمام الآخر القوي تلك الأنا التي ترتكز على ذاتها وترى فيها الخير المطلق والدين القويم في حين يفتقر الآخر لكل فضل. وتوضح الباحثة أن المقصود من تناول الأنا والآخر هو الوقوف على ظروف وملابسات إرسال رحّالتنا سفراء في مهام خاصة إلى أوروبا.
وتتناول الباحثة السياق التاريخي للرحلات السفارية التي سمحت للذات المسلمة أن تكتشف الآخر الأوروبي المسيحي حيث أملت الظروف السياسية كثرة تلك الرحلات بعد أن قوي الآخر وزادت قوته وصار يتأهب للسيطرة على الدول التي كانت دونه قوة وتقدما.
على مستوى آخر تبحث مليكة نجيب في شروط إنتاج النص الرحلي السفاري للرحالة المغاربة الذين التزموا بتنفيذ تعليمات السلاطين وتعلّق على الدور الذي قاموا به إذ أن القول بأن من بعثوا إلى أوروبا كانوا سفراء هو قول مبالغ فيه والأصح هو وصفهم بالرسل. وعندما تتناول الرحلات السفارية تمهد لها بالحديث عن الدواعي التي استوجبت القيام بها وكذلك الوجهة التي اتخذتها ومدى شرعيتها من الناحـــية الدينية إضافة إلى زمنها القصير، لتبدأ بالبحث في العلاقة بين الخطاب وبين من يقوم به والمؤسسة التي تسند له إنتاج الخطاب كتمهيد لمناقشة دور العين التي لا يمكنها أن ترى الواقع بصورة موضوعية بل من خلال رأسمال الرائي والتي تعرف ما يجب أن يقال وهي تجمل هذه العيون المحدّقة في العين التي تمثل سلطة المخزن باعتبار الرحالة مبعوثين ومكلفين بكتابة تقرير عن الرحلة إلى السلطان وعين الدين المتمثلة في الثقافة الفقهية لهؤلاء الرحالة.
وتجمل الباحثة حضور المرأة في المتن الرحلي بعد ذلك في عدد من التيمات أولها ظاهرة وجود النساء في الفضاء الخارجي والاختلاط بالرجال ثم عمل النساء خارج البيت وممارسة النساء للكوميديا والغناء والرقص إلى جانب وصف النساء.
وتخلص الباحثة إلى القول إن اللقاء الإسلامي مع الحداثة قام على منطق الانفصال والتقابل وليس على التكامل بعد أن ركز على الفقه التقليدي الأمر الذي جعل الرحالة تغيب عنهم الدعوة إلى مشاركة المرأة المغربية في صنع القرار والتحكم في الثروات، ذلك أنهم لم يعوا أهمية فك عقدة الأنثوية والذكورية.